24‏/03‏/2015

عمليات التكميم



عمليات التكميم

بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى

وصلاة وسلاما طيبين مباركين على صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

الله سبحانه وتعالى خلقنا في أحسن هيئة وأجمل صورة وأفضل تقويم .قال تعالى "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ".

والعجب كل العجب أن يغير الإنسان تلك الصورة التي أوجده الله سبحانه وتعالى عليها التي لا نجد لها مسمى غير أنها اعتراض على خلقة الله سبحانه وتعالى وتغيير لتلك الخلقة ، والخروج عن الفطرة التي أوجدنا الله سبحانه وتعالى عليها .

والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن مباشرة هل كل عمليات التجميل محرمة وتغيير لخلقة الله سبحانه وتعالى ؟!
الإجابة هنا ..لا!

لذلك تقسم عمليات التجميل من حيث الأنواع إلى ثلاث:


النوع الأول : هو ما تدعو إليه الضرورة كالتشوه بسبب الحريق .

النوع الثاني : وهو ما تدعو إليه الضرورة كالعيوب الخلقية التي يولد بها الإنسان.

النوع الثالث : وهو مالا تدعو إليه الحاجة  كالغلو في مظاهر الجمال كالوصل والنمص والوشم وغيره  قال صلى الله عليه وسلم: "لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات والفالجات والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله تعالى".

وفي هذا البحث سأتناول بإذن الله موضوع  انتشر في تلك الآونة الأخيرة بشكل كبير جدا ليس على المستوى المحلي فقط بل تجاوز الحدود إلى أن أصبح عالميا ألا وهو التدخل الجراحي لعلاج أمراض السمنة ، وبالتحديد عمليات التكميم.

السمنة تعتبر من الأمراض التي شغلت حيزًا كبيرًا من اهتمامات فريقًا كبيرًا من أخصائيي التغذية والأطباء أو حتى عامة الناس ومع تفاقم وتعاظم تلك المشكلة بدأ الأطباء والأخصائيين البحث عن أسبابها والأسباب المساعدة على عدم السمنة وعلاجها وكيفية تجنبها .

من أسبابها ما يأتي :


-الإفراط في تناول الطعام.

-عدم الحركة والنشاط.

-عوامل جينية أو وراثية.

-المشاكل سواء كانت نفسية أو اجتماعية.
 

 


كيفية علاج السمنة :


-نمط غذائي محدد ومنظم.

-نشاط رياضي وبدني منظم.

-استخدام الأدوية والعقاقير الطبية.

-الخيار الجراحي ، وهو آخر خيار لعلاج السمنة وهو موضع الحديث في هذا البحث:

هناك العديد من المرضى يفشل في علاج السمنة والوصول إلى الوزن المثالي أو القريب من المثالي ، فكل تلك العمليات تعتمد على ميكانيكية متقاربة وإن اختلف المسمى والطريقة وهي أننا نصغر المعدة أو نتخطى جزء من الأمعاء لتقليل الامتصاص وفي المجمل تلك العمليات لا تختلف من ناحية الفئة العمرية ولكن تختلف من ناحية الأمراض والحالة الصحية للمريض ..

ولا بد الأخذ في الاعتبار أن تلك العمليات الهدف الأساسي منها هو علاج السمنة ومضاعفاتها وليس التجميل ، بل وصل الحال من البعض أنه يجمل مظهره الخارجي وأن يحافظ على رشاقة جسمه الخارجي حتى لو على حساب جسمه الداخلي وهذا خطأ فادح من الأشخاص وتتفاقم المشكلة إذا كان هذا الخطأ ناتج عن الأطباء .





 

وأشهر أنواع التدخل الجراحي ما يلي :



1_ ربط المعدة أو حزام المعدة أو الحلقة : تتم تلك العملية عن طريق حلقة توضع حول الجزء العلوي من المعدة . وتقدر بنحو  10% من جراحات السمنة ، وليس فيها قطع ولا استئصال من المعدة .





 


 2_عملية تحويل مسار المعدة : وهي تعتبر أقدم العمليات الجراحية للتدخل الجراحي ظهرت في بداية التسعينيات وتشكل 20 % من العمليات الجراحية لعلاج السمنة ،ويكون تصغير المعدة بشكل عرضي وهي أفضل الأنواع

3_عملية تكميم المعدة : و هي الأكثر انتشارًا من بين تلك الأنواع الثلاثة ؛ لأن نزول الوزن بعدها كبير جدًا وهي تشكل النسبة الأكبر من العمليات الجراحية 70 % من عمليات التدخل الجراحي لعلاج السمنة ، وهي موضع حديثي ؛ لأنه انتشر كثيرا في الآونة الأخيرة ، يكون القص طولي للمعدة . .


عندما أتحدث عن عمليات التكميم لا بد أن أراعي في بحثي عدة جوانب
*أولًا : ما هي عمليات التكميم :
هي عملية قص طولي للمعدة بحيث يتم استئصال من 60 إلى 75 % من المعدة . فيتم نزول الوزن عن طريق قلة الأكل المتناول وليس بواسطة التأثير على امتصاصه عكس العمليات الأخرى. يقصد بالعمليات الأخرى هنا عمليتا ربط المعدة وتحويل مسار المعدة.
*ثانيًا : مخاطر عملية التكميم :
أ_المخاطر موجودة بكل عملية مثل مخاطر البنج ( التخدير ) .
ب_إمكانية حدوث نزيف ويعالج أثناء العملية ويكون أثره بسيط .
ج_ التسريب ولكنه ولله الحمد نسبته ضئيلة جدا فهي من 1 إلى 3 % فقط . وبعد مرور شهرين من العملية بدون تسريب فلن يكون هناك إن شاء الله أي احتمالية للتسريب.
س1_ لو حصل تسريب فما هو العلاج؟ ج1 : التسريب نوعان :
أ _ خفيف وهذا علاجه أن يتوقف الإنسان عن الشرب ويعيش على المغذيات أيام بسيطة وتلتحم المعدة.
ب –  شديد وهذا يعالج بعملية جراحية لإغلاق التسريب مع المكوث فترة بالمستشفى.
س2_ ما هي أعراض التسريب . ج 2: أهم عرض للتسريب هي الحرارة الشديدة وألام فضيعة و حرقة شديدة داخل البطن .
*ثالثًا :مدة العملية:
في الغالب من 45 دقيقة إلى ساعة ونصف.
*رابعًا : الآلام التي قد تحدث بسبب العملية :

س1_الألم بعد العملية:
ج1_في الأسبوع الأول تحدث آلام متوقعة على المستوى الداخلي بكيس المعدة وآلام خارجية على مستوى الجروح القطعية في جلد المعدة..هذا الالآم اعتيادية بالنسبة للعملية يمكن تحملها بسهولة بالمسكنات خلال الأسبوع الأول بعد العملية بعدها يزول الألم.
س2_ما نوع الألم ؟ ج2_ألم داخل المعدة ولا يحصل إلا إذا حصل كحة أو عطسة .
*خامسًا: الأشياء الواجب اتباعها بعد العملية:
يجب أن يعلم المصاب أن العملية ليست العلاج الأوحد ولكن هناك أشياء واجب اتباعها إجراء العملية ومنها الآتي :
1_تغيير النمط الحياتي.
2_زيادة النشاط الحركي.
3_المتابعة مع الطبيب ومع أخصائي التغذية.
*سادسًا: الأضرار والمضاعفات بعد عملية التكميم "قص المعدة":
1_الترسيب أي ثقب المعدة وهي إذ لم تكتشف تؤدي للوفاة المبكرة.
2_النزيف حاد وممكن حدوثه بعد 24 ساعة من العملية.
3_جلطات القدم التي تحدث وجلطات بالرئة.
4_الجفاف الشديد:يجب شرب الماء الكثير على مدار الشهر الأول بعد العملية.
5_نقص الفيتامينات لمدة ستة شهور.
6_اللوعة والإستفراغ المستمر.
7_الشكل الهزيل والترهلات بعد العملية.


وهذه بعض من الأسباب المساعدة على عدم السمنة :


 


-التوقف عن الأكل عند أول إحساس بالشبع.

-يجب أن تستغرق كل وجبة من 20-30 دقيقة.

-شرب من6-8 أكواب يوميا.

-المتابعة مع الطبيب أو مع أخصائي التغذية.

-ممارسة الرياضة.

 

 

وفي ختام هذا البحث والذي عرضت فيه موضوع اكتسح الساحة العربية بل والعالمية ألا وهو التكميم أو قص المعدة
والذي لاقى صدى وإقبال عليه بكثرة ، لدرجة أن البعض أصبح يذهب خصيصًا إلى هذا الخيار دون أن يلجأ إلى إتباع نظام غذائي معين أو إتباع الحمية أو حتى القيام بالحركة والتمارين المساعدة على إنقاص الوزن ، بل تطور الأمر إلى أن بعضهم يقوم بإجراء تلك العملية للمحافظة على رشاقة جسمه الخارجي حتى لو أدى ذلك لمضاعفات وأضرار على حساب جسمه الداخلي .
وأن الكثير من الناس وإن جاز لي أن أقول جميع الناس تقوم بإجراء تلك العمليات من باب التجميل وليس من باب الحاجة والضرورة ، فيجب الحذر من ذلك وتوعية الناس من قِبَــــــل الأطباء والأخصائييـــــــن .
ويجب على الإنسان أن يعي و يعلم أنه خُـــــلِــــــق بأفضل وأجمل صورة قال تعالى : "وصوركم فأحسن صوركم " .
هذا وخير العمل ما حسن آخره وخير الكلام ما قل ودل ، قال تعالى :" فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا"..
فإن كان من صواب فمن الله وإن كان من خطأ فمن الشيطان ونفسي ،هذا وأرجو من الله أن ينال بحثي على رضا الله أولًا ومن ثم على رضاكِ واستحسانكِ معلمتي ،وأسأل من الله أن ينفعني به ومن بعدي ، وصلِ اللهم وسلم على النبي الأمي الكريم المبعوث رحمــــــةً للعالمين .


أسماء علي إبراهيم ناصف
 
 
 
 

 
 

 





 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق