01‏/04‏/2015

"الحقن التجميلية" أحلام محققة بأضرار مؤجلة ..

بسم الله الرحمن الرحيم  

في عالم لم يعد شيء فيه مستحيلاً، أصبحت ظاهرة الحقن التجميلية الحديثة كالبوتوكس، الميزوثيرابي، الفيلرز وغيرها، من الطفرات الحديثة والمنتشرة في مختلف أرجاء العالم، حيث أسهمت وبشدة في إلغاء دور وفاعلية مساحيق التجميل لتجعلها في المرتبة الأخيرة، محققةً بذلك الصدارة في عالم الجمال .

وبفضل التطور الهائل الذي حققه العلم في هذا المجال، سمح لهذه الوسائل بأن تكون الخيار الأسرع والأفضل عند المرأة، لما تتمتع به هذه الحقن من القدرة السريعة على إخفاء التجاعيد، وتمليس سطح الجلد والملامح، وإعطاء الوجه نضارة وشباباً، محاربة بها كابوس الشيخوخة الذي بات يطارد الكثيرات مع تقدم العمر، من دون أن يتساءلن عن مدى خطورة هذه الوسائل .


برجع تاريخ جراحة التجميل الي العالم القديم. الأطباء في الهند القديمة وتحديداً الطبيب الهندي الكبير سوسروثا- Susrutha استخدم ترقيع الجلد في القرن الثامن قبل الميلاد، واستمر استخدام هذه التقنيات حتى أواخر القرن الثامن عشر وفقاً للتقارير المنشورة بمجلة جنتلمن-Gentleman's Magazine 


و أصل كلمة Plastic أتت من الكلمة اليونانية plastikos وهي فعل " يقولب "أو " يشكل " وبالتالي فهي لا تمت بصلة إلى مادة البلاستيك كما قد يتبادر إلى أذهان البعض.


قبل عشرات السنين عانى الكثير من البشر بسبب ما أصابهم من تشوهات، أو أنهم فقدوا حياتهم بسبب سمنة مفرطة تعذر إنقاصها، ولا ننكر أن منذ ظهور عمليات التجميل قد تقلصت المعاناة كثيراً، لكن للأسف لم يعد اللجوء إلى هذا النوع من الجراحات بغرض صحي دائماً، بل باتت نوعاً من الترف والرغبة في التجمُل لا أكثر، وهي رغبة مشروعة تماماً لكنها أيضاً محفوفة بالخطر.

أنواع عمليات التجميل : 
تنقسم هذه العمليات لقسمين وتتفرع منهما أنواع متعددة:
الأول / إصلاح العيوب والتشوهات الجسدية وإعادة بنائها من جديد مثل : تركيب إصبع و زراعة الوجه و فك التصاق أصابع اليدين أو الرجلين.
الثاني/ تحسين صورة الشخص وتجميلها ويندرج تحتها : 
العمليات الجراحية مثل/
عمليات شفط الدهون,تقويم الأنف ,شد الوجه,تكبير وتصغير بعض أجزاء الجسم,نفخ الشفاه والخدود.
العمليات الغير جراحية/
1 - الـ«فيلينج» Filling ( تعني الملء أو التعبئة أو الحشو ) بحقن متعددة . 
2 - التقشير الجلدي بالليزر لزيادة البياض . 

ومن أشهر المواد المستخدمة في عمليات التجميل : 
هي مادة الهاليرونيك اسيد (hyalurinc acid) 
صيغته الكيميائية(C14H21NO11)n
وهي ماده توجد بشكل طبيعي في جسم الإنسان وعاده يستمر تأثير بعد الحقن من ٦ - ١٢  شهر وتكون هذه الماده على شكل جل وتحقن في داخل الأنسجة فتشد الجلد وتقلل من التجاعيد .ولمادة هاليرونيك اسيد عدة انواع على حسب كثافتها ،ولكل كثافة استخدام معين فالهارونيك اسيد ذو الكثافة الأكثر تكون للتجاعيد العميقة 
وذو الكثافة الأقل تكون لتصحيح الخطوط الرفيعة ومن الامثلة على مادة الهاليرونيك اسيد المستخدمة Juvederm و Restylane و Perlane و Teosyal 

ومن المواد المالئه الأخرى مادة كالسيوم هيدروكسيل ابيتايت calcium hydroxylapatite   وهي ماده ثقيلة تستخدم في نفخ المناطق العميقة من الجلد ومدة تأثيرها يستمر الى سنتان ومن أمثله عليه (Radiesse  )

من المواد المستخدمه ايضا مادة الكولاجين وهو بروتين طبيعي يتم استخلاصه من جلد الأبقار وكان في السابق من اشهر الأنواع ولكن الآن قل استخداماته حيث انه قد يؤدي الى حساسية عند بعض الاشخاص خاصة الذين يعانون من حساسية للبروتين الحيواني لذلك يجب عمل اختبار حساسية مرتين قبل إعطائه وكذلك مدة بقائه محدودة حوالي ٣ - ٦ اشهر



بوتولينوم توكسين ( البوتوكس):
يعتبر بوتوكس ألف بروتين من فصيلة البكتيريا اللاهوائية كلوستيريديوم بوتولينوم. وكواحد من سموم الأعصاب الحادة المعروفة يؤدي إلى شلل مؤقت في العضلات المصابة. ومنذ أوائل الثمانينات بدأت استخداماته الطبية حيث يتم تخفيفه فورإخراجه من المُجمد بمحلول الملح (السيلاين) حيث أنها أشبه بعملية إذابة لهذه البودرة، ومع ضرورة استخدامها فور إخراجه وإذابته حيث لا يمكن الاحتفاظ بها أكثر من يوم في الثلاجة . 

وأيضا من المواد المستخدمه هي الشحوم وتؤخذ من الشخص نفسه عن طريق عملية شفط الدهون من البطن او الأرداف ومن ثم تحقن في المناطق المراد تكبيرها.

و هناك خمس مخاطر تجعلك لا تفكر بعمليات التجميل الا للضرورة !! 

1. تشوهات : 

ويؤكد دكتور فون زالدرن  – رئيس جمعية جراحات التجميل الألمانية – على أن عمليات التجميل كأي عمليات جراحية تحتمل النجاح والفشل، ولكن مشكلة الجراحات التجميلية هو أن فشلها يظل ملاصقاً للمريض ما دام حياً، وفيما يخص عمليات مثل شد الوجه، فأن الجراح كي يعيد الوجه إلى شبابه يُركز على مناطق محددة مثل الجفنين والجبين، وأي خطأ طفيف في هذه الحالة سيؤدي إلى ارتخاء الجفن، وإذا حدث هذا فهو يعني أن مظهر العين سيكون عبارة عن كتلة منتفخة من الدهون.

2. مواد سامة :

انتشرت في الآونة الأخيرة مادة “البوتكس” المستخدمة في عمليات التجميل وكثر الحديث عنها، وذلك لما أثبتته من كفاءة وقدرة على إخفاء تجاعيد الوجه، وبدأ الناس يسارعون إليها لإخفاء ما خلفه الزمن على ملامحهم من آثار، ولكن دعونا نتوقف قليلاً لطرح السؤال المنطقي: ما هو البوتكس؟.. الإجابة لا ينكرها مستخدموه من الأطباء وهي إنه (مادة سامة)، بل ويؤكدون أن فاعليته تأتي من سُميته، حيث أنه حين يُحقن بالوجوه خلال عمليات التجميل يقوم بشل عضلاتها، وبناء على ذلك تصبح أكثراً تماسكاً فتختفي منها التجاعيد والترهلات.
- المدافعون عن عمليات التجميل بوجه عام والبوتكس خصوصاً، يبررون ذلك بأن النسبة المستخدمة تقدر بـ25: 50 وحدة بوتكس، وهو ما يجعلها أقر عشر مرات عن الكمية القاتلة المُقدرة بحوالي 3500 وحدة بوتكس، وهم محقين فيما يقولنه عن نُدرة حدوث مخاطر ناتجة عن حقن البوتكس، لكن ندرتها هذه لا تُعني إنها مستحيلة الحدوث، والخطورة لا تكمن في مادة البوتكس نفسها بقدر ما تكن في الطبيب، فأقل خطأ أثناء عمليات التجميل بحقن البوتكس قد تكون عواقبه وخيمة؛ فقد سُجلت حالات تم فيها انحدار المادة إلى القرب من العين، وهو ما أدى إلى شَلّ عضلات العين وانغلاق الجفنين.

3. النزيف :

النزيف يعد من أخطر الأثار المحتملة لكافة الجراحات التجميلية، لكن ما يجعل نزيف زرع الشعر أكثر خطورة هو موقعه الحساس، وفي حالة حدوثه يتم خضوع المريض لعملية خياطة للجروج مسببة النزيف، وكلما كان هذا أسرع جنبه التعرض للمضاعفات المحتملة.

4. الالتهاب الوريدي :

الخثار الوريدي أو جلطة الساق هو أيضاً أحد مخاطر عمليات التجميل المحتملة، والمقصود عملية شفط الدهون على وجه التحديد، والأكثر عرضة لهذه الإصابة هم من خضعوا لجراحة داخل الركبة وأعلى الفخذ، والتي قد ينتج عنها تشكل خثرات دموية داخل الوريد السطحي، وقد يتطور هذا الالتهاب الحثاري ليتحول إلى جلطات.

5. الانصمام الرئوي :

“الصمه الرئوية” خطر آخر ينجم عن إجراء عمليات شفط الدهون، وهي من المخاطر التي تمثل تهديد مباشر لحياة المريض، وتحدث نتيجة تسرب الدهون إلى داخل الأوعية الدموية، ومن خلالها تصل إلى الرئتين وتتسبب في انسداد الشريان الرئوي أو أي من فروعه، ويمكن أيضاً أن تكون الإصابة به إحدى مضاعفات الخثار الوريدي، حيث أن الخثرات المُشكلة بالوريد تنتقل إلى الرئة فتسد شريانها، ووفقاً للأخصائيات فأن 26% ممن يتعرضون لداء انصمام الرئة يلقون حتفهم، حتى مع تلقيهم للرعاية الطبية والعلاج.



بعض أسباب فشل عمليات التجميل : 
١- عدم كفاءة الطبيب المختص ، مما يؤدي الى عدم الحقن بطريقة صحيحة . 
٢- عدم توفر ظروف العمل و نوعية التجهيزات المناسبة . 
٣- تفاعل الجسم مع المواد الغريبة المحقونة بالجسم بشكل دفاعي . 
٤- الاصابه بالالتهاب و الفيروسات الخطرة 
٥- عدم حاجة الشخص للعملية . 
٦-  احتمالية سقوطك ضحية ممارس مبتدى أو محتال في إجراء هذه النوعية من العمليات
٧- العدوى الجرثومية التي تحصل من سوء التعقيم . 
٨- التسمم .

الاسباب السابقة لا تؤدي الى فشل العملية فقد بل قد تؤدي إلى بتر أحد الأطراف ، أو الوفاة . 



إحصائية من جريدة الرياض :
كشفت الإحصاءات الأخيرة لوزارة الصحة، عن إجراء 14 ألفاً و412 سعودية لعمليات تجميل، حيث تصدرت الرياض بقية المدن، بواقع 8504 عمليات، فيما احتلت جدة المركز الثاني بـ 3384 عملية، تليها المنطقة الشرقية بواقع 1318 عملية تجميل، وكانت عملية “نحت الجسم” هي الأكثر طلباً، بخلاف الأرقام العالمية، التي تشير إلى أن تجميل الصدر هو الأكثر إجراء وفقاً لـ صحيفة "الشرق

وأوضح استشاري جراحة التجميل، الدكتور جمال جمعة أن السعوديات يقبلن على عمليات نحت الجسم نظراً لتعدد الولادات تليها عمليات تجميل الأنف بخلاف الإحصاءات العالمية التي تشير إلى إن عمليات تجميل الصدر الأكثر انتشاراً يليها تجميل الجسم، منوهاً بعدم توفر إحصاءات دقيقة محلياً.

المراجع : 
- اخصائية الأمراض الجلدية و التحميلية د. هيلين ازاريان
- البروفيسور عبدالله عباسي - أستاذ باحث بكلية الطب و الصيدلة و جراح بمستشفى ابن سينا بالرباط 
صفحة عيادات الجلدية و التجميل مدمي في جدة ع الفيس بوك . 
-استشاري جراحة التجميل د. احمد مكي 
- عيادات القصيم الطبية 
- جريدة الرياض 
- اخبار ٢٤ 
- كل الوطن 
- موسوعة ويكيبيديا 
- منتديات ستار تايمز 
- عرب فيت
- مجلة زفافي . 


الطالبة : غيداء إبراهيم السايح . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق